* دلالة المطابقة، ودلالة التضمن، ودلالة الالتزام، وحد كل منها.
* فصل في مباحث الألفاظ، وشرح الترجمة.
* أقسام اللفظ المستعمل من حيث الإفراد والتركيب.
* أقسام المفرد، وتعريف كل منه.
* أقسام الكلي الذاتي، والكلي الغرضي، والواسطة.
* الكليات الخمس، وبيان كل منها.
* فصل في نسبة الألفاظ للمعاني، وشرح الترجمة.
* أنواع النسب، ووجه الحصر، وبيان كل منها.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال الناظم رحمه الله تعالى:
(فَصْلٌ فِي أَنْوَاعِ الدَّلاَلَةِ الوَضْعِيَّةِ)
سبق أن بحث المنطق إنما هو في المعاني والمعقولات وما يبحثون في الألفاظ، لأن البحث في الألفاظ هو مبحث النحويين الصرفيين البلاغين، أهل اللغة هم الذين يشتغلون البحث في الألفاظ. إذًا: لما كانت هذه المعاني المعقولات لايمكن التعبير عنها إلا بلفظٍ حينئذٍ بحث المناطقة في الألفاظ تبعًا واستكمالاً، وبحثهم هنا يعتبر تابعًا لما يذكره النحاة أو يذكره الصرفيون أو البيانيون أمَّا الأبحاث مشتركة فثم ما يزيد المناطقة ببعض الاصطلاحات مما انفردوا به عن أهل اللغة، هنا بحث الدلالات مشترك بحثه الأصوليون، ويبحثه البيانيون، وكذلك المناطقة. بحث لغوي وليس بمنطقي صِرف إنما لهم بعض الاصطلاح الذي يختصون به دون غيرهم (فِي أَنْوَاعِ الدَّلاَلَةِ الوَضْعِيَّةِ) خص نوعًا من أنواع الدلالة، وأنواع الدلالة ستة، محصورة في ستة أقسام.
الدلالة أولاً تعريفها: كون أمرٍ بحيث يفهم منه أمرٌ آخر سواءُ فهم بالفعل أم لا. كون أمرٍ: يعني: وجود شيءٍ وهو الدال، الأمر الأول هذا الدالّ كون أمرٍ من حيث يفهم منه أمرٌ آخر. أمرًا آخر هو المدلول. عندنا دالّ وعندنا مدلول كما تقول الأسد مدلوله: الحيوان المفترس، لفظ الأسد دالّ والمدلول حيوانٌ مفترس. فعندنا دالّ وعندنا مدلول سواءٌ فهم بالفعل أم لا، يعني: لا يشترط في كون الدالّ دالاً أن يفهم بالفعل بحيث إذا لم يفهم حينئذٍ ينتفي عنه وصف الدلالة لا، يكون دالاً ولو لم يفهم منه أحدٍ شيء لأن الوصف بذات اللفظ، لو قال قائل: أسد ولم يفهم منه أحد شيءٍ حينئذٍ هل ينتفى كون الأسد دالاًّ؟ نقول: لا، لا يشترط في كونه دالاًّ أن يفهم بالفعل نعم قد يكون مفهومًا بالفعل، وقد يكون مفهومًا بالقوة. إذًا: كون أمرٍ هو الدالّ بحيث يفهم منه أمرٌ آخر وهو المدلول سواءُ فهم بالفعل أم لا. والدالُّ ينقسم إلى قسمين: لفظي، وغير لفظي. يعني: إمَّا أن يكون لفظًا وإمَّا أن لا يكونَ لفظًا هذان قسمان رئيسان ولا ثالث لهما. وكل واحدٍ منهما ينقسم إلى ثلاثة أقسام فثلاثة في اثنين ستة (٣×٢=٦) لذا قلنا أقسامها ستة، ومبحث المناطقة بواحدٍ منها.