للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَأَوَّلٌ) ما هو الأول؟ الجنس، أراد أن يقسِّم الجنس وأراده مبتدأ فهو ابتدأ به لكونه وقع في مقام التفصيل، (وَأَوَّلٌ ثَلاثَةٌ)، يعني: الجنس يقسَّم إلا ثلاثة أقسام، (بِلاَ شَطَطْ)، يعني: بلا زيادة ولا نقص بالاستقراء والتتبع، (جِنْسٌ قَرِيبٌ)، (جِنْسٌ قَرِيبٌ أَوْ بَعِيدٌ)، يعني: جنس بعيد، أو وسط جنس متوسط. عرفنا المراد بالجنس، ثم هو ثلاثة أقسام: جنسٌ قريب، جنسٌ بعيد، جنس وسطٌ، يعني: متوسط ما هو الجنس القريب؟ سمي قريبًا لقربه من النوع، وهو ما لا جنس تحته، يعني: الجنس قد يكون متداخلاً بعضها تحت بعض، ما لا جنس تحته هذا يسمى جنس القريب، يعني: أقرب الأجناس للإنسان هو الحيوان مع كونه بعد الحيوان في نامه، أو متحرك هذا جنس، يعني: مقول على كثيرين مختلفين في الحقيقة إذا قيل نامٍ، يعني: ما يقبل النمو، هذا يدخل تحته النبات، وتحته الحيوانات، وتحته الإنسان إلى آخره فهو جنس، يعني: يصدق على كثيرين مختلفين بالحقائق، لكن ما قربه من جهة الإنسان؟ نقول: بينهما جنس وهو الحيوان، إذًا الحيوان أقرب الأجناس إلى الإنسان، ليس تحته جنسٌ ألبتة لذلك سمي: جنسًا قريب. إذًا الجنس القريب ما لا جنس تحته وإنما تحته [حيوان] (١)، تحته الأنواع فقط كالحيوان، الحيوان هذا جنس وتحته الإنسان، والبغل ونحو ذلك. وفوقه النامي، فوق الحيوان النامي. (أَوْ بَعِيدٌ) (أَوْ) للتقسيم، (بَعِيدٌ)، يعني: لبعده عن النوع نسبيًا وهو ما لا جنس فوقه، يعني: أعلى الأجناس هذا مختلف فيه هل هو موجود أو لا، أعلى الأجناس لفظ جوهر، يعني: ليس فوقه جنس ألبتة، ما لا جنس فوقه وتحته أجناس كالجوهري (أَوْ وَسَطْ)، يعني: متوسط، ما فوقه جنس وتحته جنس. فالجسم فوقه الجوهر وتحته الحيوان. جسم هذا جنس يصدق على كثيرين مختلفين في الحقيقة، فوقه جنس وهو الجوهر، وتحته جنس وهو الحيوان. إذًا الأجناس متداخلة أعلى الأجناس هو أبعدها، وأقرب الأجناس هو أقربها بالنسبة لنوع الإنسان وما بينهما يعتبر متوسطًا ثم قال رحمه الله تعالى:

(فَصْلٌ فِي نِسْبَةِ الأَلْفَاظِ لِلْمَعَانِي) كما ذكرنا أن بحث المناطقة في هذه الألفاظ إنما هو عرضي، يعني: تابع وإلا الأصل بحثه في المعاني (فَصْلٌ فِي نِسْبَةِ الأَلْفَاظِ لِلْمَعَانِي) ونسبة معنى لفظ إلى معنى لفظٍ آخر، يعني: سيكون النظر في أمور. أولاً نسبة المعنى للفظ للعلاقة ما العلاقة يبنهما؟ ثم معنى لفظ إلى معنى لفظ آخر، ثم لفظ مع لفظ. هذه ثلاثة أقسام كلية يدخل تحتها خمسة أنواع سيذكرها الناظم. ونسبة معنى لفظٍ إلى معنى لفظ آخر، ونسبة لفظٍ إلى لفظٍ آخر ليدخل التراجح. فالنظر في الماعني مع الألفاظ إمَّا أن ينظر للمعنى بالنسبة للفظه هو، وإمَّا معنى لفظ مع معنى لفظ آخر، وإمَّا لفظ مع لفظ. الأخير هذا من أجل إدخال التراجح، قال هنا:

وَنِسْبَةُ الأَلْفَاظِ لِلْمَعَانِي ... خَمْسَةُ أَقْسَامٍ بِلاَ نُقْصَانِ


(١) سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>