للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسلام يدعو الله تعالى وقت الحرب ويستنجزه ما وعده من النصر، ولم يعتمد في ذلك على أحد سواه في هذا الأمر المهم الذي لا أهم منه وقتئذ. كما أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يثق بأحد يكون رفيقه في هجرته من مكة إلى المدينة سوى أبي بكر رضي الله عنه، وقد استأذنه مرارا ليهاجر مع من هاجر قبل ذلك من الصحابة فلم يأذن له عليه الصلاة والسلام بذلك وأخره حتى هاجر معه - صلى الله عليه وسلم -. وكان مستشاره الأعظم في جميع مهماته - صلى الله عليه وسلم - الدينية والدنيوية، ولم يزل كذلك عنده في المحل الأعلى والمترل الأرفع الذي لا يشاركه فيه مشارك ولا يشبهه فيه مشابه، لا من الصحابة ولا من أهل البيت، إلى أن توفي - صلى الله عليه وسلم - وهو راض عنه تمام الرضا. ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اضطربت الصحابة من أهل البيت وغيرهم غاية الاضطراب، حتى جاء هو وقرأ قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (١) فحينئذ سكن اضطرابهم وعرفوا أن رسول الله - صلى الله عليه


(١) آل عمران: ١٤٤

<<  <   >  >>