للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخدموا الأمة والملة خدمات مشكورة مبرورة، على تخليط كان يقع من بعضهم وعفو الله واسع ولكنهم بذلك أوغروا قلوب كثير من الناس فانتقدوا عليهم زلاتهم الذميمة ولم ينظروا إلى حسناتهم الجسيمة ومنافعهم العميمة وفتوحاتهم العظيمة التي افتتحوها في آسيا وإفريقية وجزائر البحر. وعثمان رضي الله عنه لا يسمع فيهم الملام لأنه شاهد ما قدره الله على أيديهم من انتشار الإسلام والفتوحات العظام فضلا عن كونهم من ذوي قرابته، فانتقلت بذلك كراهة المنتقدين عليهم إلى عثمان فجيشوا عليه الجيوش من مصر والعراق وقدر الله شهادته على أيدي أولئك الخوارج البغاة الفجرة الفساق أهل الشقاق والنفاق، فورد على الأمة بقتله من الشرور وتفريق الكلمة ما لا يمكن وصفه. وفي هذه الحالة المدهشة والفتنة العظيمة المؤلمة جرت مبايعة علي رضي الله عنه على الخلافة، فتشعبت الفتن وكثرت الاختلافات وحصلت حروب وكروب أضرت بالإسلام والمسلمين أضرارا هائلة لا يمكن ملافاتها أبد الآبدين ودهر الداهرين؛ وأعظمها

<<  <   >  >>