للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خديجة.

فهذه المناقب لو لم يكن منها للسيدة عائشة إلا منقبة واحدة لكانت كافية في لزوم التجاوز عن خطئها في الخروج مع من خرج من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سيدنا علي رضي الله عنه. ولو لم يكن لها منقبة أصلا سوى أنها زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكفت لمحو ذلك الخطإ، إذ هي أم المؤمنين بمجرد الزوجية بنص القرآن. قال تعالى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (١) وأنت على علم من التأكيدات الشرعية الواردة في الكتاب والسنة في وجوب بر الأم، وهي بلا شك أعظم من أم النسب وبرها أوجب. كما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أبو المؤمنين، وقد ورد التصريح بهذا اللفظ في قراءة. ونفي الأبوة عنه في الآية الأخرى إنما هو من حيث النسب. قال الإمام ابن حجر في الصواعق: وعلى الأصح فقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} إنما سيق لانقطاع حكم التبني لا لمنع هذا الإطلاق المراد به أنه أبو المؤمنين في الاحترام والإكرام. ولا شك أنه عليه الصلاة والسلام أعظم لدى كل مؤمن من أبيه من النسب، وبره - صلى الله عليه وسلم - أوجب من بر ذلك الأب، فكذلك زوجاته


(١) الأحزاب: ٦

<<  <   >  >>