للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمهات المؤمنين. ولا يتردد في هذا إلا كل من لم يشرح الله صدره بالإيمان، بل لو فرضناها رضي الله عنها أمَة تسرّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كالسيدة مارية القبطية لوجب على الأمة برها وتأكد عليها إكرامها وتوقيرها لمكانها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. بل لو كانت رضي الله عنها مولاة له من جملة مواليه - صلى الله عليه وسلم - ك أم أيمن وأم رافع لكان من المؤكد على جميع الأمة كمال برها وتوقيرها إكراما له - صلى الله عليه وسلم -. وقد ورد أن سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعرض له الأسد في برية فقال له: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخضع وذل لقوله هذا، وأشار إليه أن يتبعه فتبعه حتى دله على الطريق وهو حيوان، فكيف بالإنسان.

والحاصل أنها رضي الله عنها لو كانت منسوبة إليه - صلى الله عليه وسلم - أضعف نسبة ولو خادمة من جملة خدمه لكان يلزم عموم الأمة برها لأجله عليه الصلاة والسلام، فما بالك وقد جمعت من المناقب والفضائل ما لم يجمعه أمرأة غيرها على الإطلاق ولم يفضلها سوى تلك السيدات الثلاث. أترى

<<  <   >  >>