للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العظيم يرضى أن يقتص له من الشرطي الفقير ويأخذ شيئا من ماله في مقابلة إساءته إليه؟ حاشا وكلا، لا يتصور ذلك عاقل.

هذا مع أنك إذا نسبت معاوية إلى من بعده ممن لم يحز فضل صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لوجدته بمترلة الملك العظيم، وذلك الرجل الذي يحوز فضل الصحبة مهما كان كبيرا بالنسبة إليه بمترلة الشرطي الفقير. ومعاوية مع فضل الصحبة له حسنات كثيرة لا تعد ولا تحد من أجلها جهاده في سبيل الله إما بنفسه وإما بجيوشه حتى فتحت بلاد كثرة وصارت دار إسلام بعد أن كانت دار كفر. وبسببه دخل إلى الإسلام ألوف ألوف كثيرة ممن أسلموا على يده ويد جيوشه ومن ذراريهم إلى يوم القيامة، فله مثل حسناتهم أجمعين. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة».

وها أنا أذكر لك شيئا تتحقق معه أن عليا يعفو عن معاوية يوم القيامة بلا شك، إذ لا يبقى في نفوس المؤمنين فضلا عن أكبر أكابرهم وأعظم أئمتهم مثل علي حقد إذ ذاك. قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ

<<  <   >  >>