للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطريق التي توصل بها إلى عمل الحسنات بعد رسوله إلى مقصوده لا يجعل باطله ذلك تلك الحسنات سيئات، فإن السيئة في نفسها سيئة، والحسنة في نفسها حسنة، وكرم الله تعالى يقتضي العفو عن السيئات والمكافأة على الحسنات. ثم إن هذا الرجل -أعني معاوية- قد آذى عليا أعظم الأذى فلعلي عليه أكبر الحق، وعدل الله تعالى يقتضي الاقتصاص له ممن آذاه يوم القيامة، وقد صح في الحديث أنه يؤخذ يوم القيامة من حسنات المسيء وتعطى للمساء إليه، فإذا فرغت الحسنات أو لم تكن يؤخذ من سيئات المساء إليه وتلقى على المسيء ويلقى في النار، أما السيئات فلا نعتقد أن لعلي سيئة غير مغفورة، فإنه من أكابر أهل بدر الذين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شأنهم: «وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» وأما الحسنات فعلي لا يحتاج في ذلك اليوم إلى حسنات معاوية حتى يأخذ منها شيئا، ولو كشف الحجاب واطلعنا على الحقيقة لرأينا -والله أعلم- أن معاوية مع جلالة قدره هو بالنسبة إلى علي بمترلة شرطي فقير حقير وعلي بمترلة ملك غني عظيم، أترى الملك الغني

<<  <   >  >>