ويلقيها على عاتق القضاء والقدر، بل على عاتق الأُسراء المساكين أنفسهم. وأعني بهذا السمّ، فهم العوام، وبله الخواص، لما ورد في التوراة من نحو:"اخضعوا للسلطان ولا سلطة إلا من الله"، و"الحاكم لا يتقلّد السيف جزافاً، إنه مقام للانتقام من أهل الشر"، وقد صاغ وعّاظ المسلمين ومحدِّثوهم من ذلك قولهم:"السلطان ظلُّ الله في الأرض"، و"الظالم سيف الله ينتقم به، ثمَّ ينتقم منه"، و"الملوك ملهمون". هذا وكلُّ ما ورد في هذا المعنى إنْ صحَّ فهو مقيّد بالعدالة أو محتمل للتأويل بما يعقل، وبما ينطبق على حكم الآية الكريمة التي فيها فصل الخطاب، وهي:{ألا لعنة الله على الظالمين}، وآية {فلا عدوان إلا على الظالمين}.
التربية علمٌ وعمل. وليس من شأن الأمم المملوكة شؤونها، أنْ يوجد فيها من يعلم التربية ولا من يعلمها. حتى إنَّ الباحث لا يرى عند الأسراء علماً في التربية مدفوناً في الكتب فضلاً عن الأذهان. أمّا العمل، فكيف يُتصوَّر وجوده بلا سبق عزم، وهو بلا سبق يقين، وهو بلا سبق علم. وقد ورد في الأثر "النيّة سابقة العمل". وورد في الحديث:"إنّما الأعمال بالنيّات". بناءً عليه؛ ما أبعد الناس المغصوبة إرادتهم، المغلولة أيديهم، عن توجيه الفكر إلى مقصد مفيد كالتربية، أو توجيه الجسم إلى عملٍ نافع كتمرين الوجه على