قوله:[الحمد لله]. افتتح بالحمد كما هو الشأن في ما سيأتي في كلام الناظم رحمه الله تعالى في التعليق على الشرح [الذي أظهر لأرباب العقول] أي: لأصحاب العقول. لما ذكر أرباب العقول الفن إنما هو من فنون المعقول، بمعنى أن المنطق إنما يدرك به الفكر ونحو ذلك، حينئذٍ قوله: ... [لأرباب العقول]. هذا فيه براعة استهلال، والعقول جمع عقل وستأتي الإشارة إليه يقال: عَقَلَ عَقْلاً إذا أدرك الأشياء على حقائقها. يُسمى عقلاً، إدراك بمعنى العقل، والعقل ما يكون به التفكير والاستدلال وتركيب التصورات والتصديقات ويتميز به الحسن من القبيح والخير من الشر يُجْمَعُ على عقول، ما يكون به التفكير، يعني: الذي يحصل به التفكير، لأننا عندنا فِكْرٌ ومُفَكَّرٌ فيه، الْمُفَكَّر فيه هو كما سيأتي حركة النفس، أو التفكير الفكر نفسه حركة النفس من المعقولات إلى حركة النفس في المعقولات، حركة النفس في المعقولات تسمى فكرًا في لغة العرب، هذه الحركة إنما تكون في شيءٍ معين له وجودٌ في الخارج العقل الذي يدرك هذه الأشياء يسمى عقلاً، أو الإدراك الذي يكون به هذه الأشياء يسمى عقلاً كما سيأتي في موضعه، [حقائق المعقول على التحقيق]، [حقائق] جمع حقيقة، وهي الشيء الثابت يقينًا، وحقيقة الشيء خالصه وكنهه [على التحقيق] التحقيق المراد به ذكر الشيء بدليله، وهو مصدر حَقَّقَ على وزن فَعَّلَ يقال: كلام محقق محكم الصنعة رصين، حقق الأمر أثبته وصدقه، ويقال: حقق الظن، وحقق القول والقضية والشيء الأمر أحكمه، [ودلهم على تصحيح طرق التصور والتصديق]، [دلهم] دلالة إرشادٍ وتوفيق [على تصحيح طرق التصور والتصديق] وهما قسما العلم كما سيأتي، العلم ينقسم إلى تصور، وإلى تصديق. ومنه صحيح ومنه فاسد، [فاستنتجوا بها] ... [فاستنتجوا] السين هذه للطلب [فاستنتجوا] نتيجة كما سيأتي قضيةٌ لازمةٌ لمقدمتين قولنا: العالم حادث، اللازم لقولنا: العلم متغير، وكل متغيرٍ حادث.