مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك» [مسلم٥٣٢]
وعنه أنه قال:«لا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»[أبو داود٢٠٤٢وصححه الألباني] وعنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»[المسند٧٣٥٢وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح] وفي المسند عن ابن مسعود عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«إن مِن شرار الناس مَنْ تدركهم الساعة وهم أحياء، ومَنْ يتخذ القبور مساجد»[المسند٤١٤٣وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح]
ومعنى هذه الأحاديث متواتر عنه - صلى الله عليه وسلم - ـ بأبي هو وأمي ـ وكذلك عن أصحابه.
فهذا الذي ينهى عنه: من اتخاذ القبور مساجد، مفارق لما أمر به وشرعه من السلام على الموتى، والدعاء لهم، فالزيارة المشروعة من جنس الثاني. والزيارة المبتدعة من جنس الأول، فإن نهيه عن اتخاذ القبور مساجد يتضمن النهي عن بناء المساجد عليها، وعن قصد الصلاة عندها، وكلاهما منهي عنه، باتفاق العلماء. فإنهم قد