للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشاعر:

لأمِّكَ حَقٌّ لو علِمْتَ كبيرُ

كَثيرُكَ يا هذا لدَيهِ يسيرُ

فكمْ ليلةٍ باتَتْ بثِقْلِكَ تشتكِي

لَها مِن جَوَاها (١) أنَّةٌ وزفيرُ

وفِي الوَضعِ لو تدرِي عليْكَ مشقةٌ

فكمْ غُصَصٍ منها الفؤادُ يطيرُ

وكمْ غسلَتْ عنكَ الأذَى بيمينِهَا

ومِن ثَدْيِها شُربٌ لدَيْك نَمِيرُ

وكم مَرّة جاعَتْ وأعطَتْكَ قُوتَها

حُنُوًّا وإشفاقًا وأنتَ صغيرُ

فَضَيَّعْتَهَا لَما أسَنّتْ جَهَالةً

وطالَ عليكَ الأمرُ وهو قصيرُ

فَدُونَكَ فارغبْ فِي عَمِيمِ دُعائِهَا

فأنت لِما تَدْعو إليه فقيرُ


(١) الجَوَى: الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أَو حُزْن، والجَوَى السُّلُّ، وتطاوُل المرض (انظر لسان العرب، مادة: جوا).

<<  <   >  >>