للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن هذا المذهب يقول بكفر المسلمين من غير الشيعة: الحاضرين والماضين؛ فالمسلمون في رأيهم كفار حكامهم ومحكوموهم في نظرهم!!

والذي دعاهم إلَى ذلك أنهم يجعلون الإيمان بإمامة عليّ - رضي الله عنه - ومَن بعده مِن أبنائه جزءًا من الإيمان، كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فمن لم يؤمن بالأئمة من أهل البيت لم يكن مؤمنًا، ولذلك كفّروا الصحابة الذين قالوا بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان، وكفّروا هؤلاء الخلفاء لأنهم أخذوا ـ بزعمهم ـ ما ليس لهم من الإمامة، ولذلك أيضًا كفروا المسلمين الحاضرين والماضين الذين لا يقولون بالإمامة التي جعلوها جزءًا من الإيمان، وجعلوا حكامهم أهل جور؛ لأنهم لم يستمدوا حكمهم من الأئمة المعصومين ذوي الحق، وجعلوا الرعية كفارًا لأنهم اتبعوا أئمة الجور ولم يؤمنوا بإمامة الأئمة من أهل البيت.

فهل يجوز تقليد هذا المذهب في ذلك؟! وهل نقول للمسلمين: لكم أن تقلدوا هذا المذهب فيما ذكرنا؛ فيكفّر بعضهم بعضًا؟!

وهذا المذهب يقول: إن هذا القرآن الذي بأيدي الناس ليس هو القرآن كله، وإن عليًا - رضي الله عنه - هو الذي جمعه كله، فهل يجوز للمسلمين تقليده في ذلك؟

إن ما نسبناه إليهم ينبغي ألا نتركه حتَى نبين نسبته إليهم من كتبهم المعتبرة، التي جعلوها أصول هذا المذهب، والتي هي عندهم كالبخاري عندنا.

(ثم نقل - رحمه الله - من كتب الشيعة الموثوقة عندهم ما يدل علَى ما قاله) ثم قال:

«إنهم كانوا منطقيين مع أنفسهم مخلصين لمذهبهم، الذي يكفّر أهل السنة رعيتهم وراعيهم، حين التزموا لوازمه إلَى نهايتها، وقالوا: إنه لا يقاتل مع أهل السنة عدوهم من الكفار.

فلو كان منا شيعة في العدوان الثلاثي علَى مصر لتخلفوا عن قتال المعتدين بناء علَى هذه القاعدة، وهذا هو السر في رغبة الاستعمار في نشر هذا المذهب في البلاد الإسلامية.

هذا هو المذهب الشيعي في حقيقته، أظهرناه عاريًا لا حجاب دونه، أخذناه من مصادره الأصلية، ومن كتبه التي هي أصول المذهب عند الشيعة، وعن أشياخه الذين هم أئمتهم، والموثوق بهم، والذين أجمعت كتب التراجم علَى تزكيتهم وتوثيقهم، فإذا لم نأخذ المذهب عن هؤلاء، فعمن نأخذ؟ وإذا لم نستند إلَى هذه الكتب فإلام نستند؟

أتَاكَ المُرْجِفُونَ بِرَجْمِ غَيْبٍ عَلَى دَهَشٍ وَجِئْتُكَ بِالْيَقِينِ

<<  <   >  >>