كتاب ديوان طرفة بن العبد

قافية الراء - ولقد كنت عليكم عاتبا - ص: 44

ثمّ لا يحُزُن فينا لَحمُها ... إنّما يَحْزُنُ لَحْمُ المُدّخِرْ (١)

ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا ... آفةُ الجُزْرِ مَساميحٌ، يُسُرْ (٢)

ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا ... واضِحُوا الأوجُهِ، في الأزمَةِ، غُرّ (٣)

ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنا ... فاضِلُوا الرّأي، وفي الرّوعِ وُقُرْ (٤)

ولَقَد تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا ... صادقُو البأسِ وفي المَحفِلِ غُرّ (٥)

يَكشِفونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرّهمْ ... ويُبِرّون على الآبي المُبِرّ (٦)

فُضُلٌ أحْلامُهُمْ عَنْ جَارِهِمْ ... رُحُب الأذرُعِ، بالخَيْرِ أُمُرْ (٧)

ذُلُقٌ في غارَةٍ مَسْفُوحَةٍ ... ولدى البأسِ حُماةٌ ما نَفِرّ (٨)

نُمْسِكُ الخيْلَ على مَكروهِها ... حِينَ لا يُمْسِكُهَا إلّا الصُّبُرْ (٩)

حينَ نادى الحيُّ، لمّا فَزعوا ... ودَعا الدّاعي، وقد لَجّ الذُّعُرْ (١٠)

أيْهَا الفِتْيَانُ في مجْلِسِنَا ... جَرِّدوا مِنْها وِرَاداً وَشُقُر (١١)

أعوجِيّاتٍ، طِوالاً، شُزَّباً ... دُوخِلَ الصّنْعَة ُ فيها والضُّمُر (١٢)

---

(١) المدّخر: الذي يخزن اللحم.
(٢) بكر: قبائل من العرب. الجزر: مفردها الجزور وهي الناقة المعدّة للذبح. المساميح: واحدها المسماح وهو السخي الكريم. اليُسر: الوافر والنعمة.
(٣) الغر: مفردها الأغر: وهو الأبيض النقي.
(٤) الروع: الشدة والخوف. الوقر: مفردها الوقور وهو المهيب.
(٥) المحفل: مكان اجتماع الناس. الغرّ: مفردها الأغر وهو الكريم الأفعال.
(٦) يبرون: يعينون. المبر: طالب العون.
(٧) رُحُبُ الأذرع: أصحاب صدورٍ واسعة. بالخير أمر: يأمرون بالخير. والأمر مفردها الأمور وهو الكثير الأمر.
(٨) الذلق: بضم الذال جمع الذلق بفحها وهو المسرع. المسفوحة الكبيرة: نفرّ: نهرب.
(٩) الصُّبر: واحدها الصبور وهو صاحب البأس والشدة.
(١٠) الذعر: الخوف.
(١١) الورد: مفردها الورد وهو الجواد الأشقر.
(١٢) أعوجيّات: الخيل المنسوبة إلى أعوج وهو من كرام الجياد. الشزب: واحدها الشازب وهو الضامر والنحيل. الصّنعة: المهارة في ركوب الخيل. الضمر: الهزال.