⦗١٠٦⦘ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَكَاتَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا وَكَانَتِ امْرَأَةً مَلَاّحَةً لها في العين حظ، فَجَاءَتْ تَسْأَلُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي كِتَابَتِهَا، فَلَمَّا قَامَتْ عَلَى الْبَابِ، فَرَأَيْتُهَا كَرِهْتُ مَكَانَهَا وَعَرَفْتُ أنه - صلى الله عليه وسلم - سَيَرَى مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَإِنه كَانَ في أَمْرِي مَا لا يَخْفَى عَلَيْكَ، وَإِنِّي وَقَعْتُ فِي سَهْمِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، وَإِنِّي كَاتَبْتُ عَلَى نَفْسِي وجئتك تعينني. فقال لها:((فَهَلْ لَكِ إِلَى في هُوَ خَيْرٌ لك؟)) قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ:((أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ)). قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ، فلما تسامع الناس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ أَرْسَلُوا مَا بأَيْدِيهِمْ مِنَ السَّبْيِ وأَعْتَقُوهُمْ، وَقَالُوا: أَصْهَارُ النبي - صلى الله عليه وسلم -. قالت: فَمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا، أُعْتِقَ فِي سَبَبِهَا أكثر من مِائَة أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ. لأبي داود (١).
(١) أبو داود (٣٩٣١). وقال الألباني في «الإرواء»: (١٢١٢): إسناده حسن.