٦٣٩٧ - ابن مسعودٍ: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشيِّ نحو ثمانين رجلاً، فيهم جعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعونٍ وأبو موسى، فأتينا النجاشي، وبعث قريشٌ عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهديةٍ، فلمَّا دخلا على النجاشيِّ سجدا له وقالا له: إن نفرًا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا. قال: فأين هم؟
قال: في أرضك فبعث إليهم، قال جعفر: أنا خطيبكم اليوم، فاتَّبعوه، فسلَّم ولم يسجد، فقالوا له: مالك لا تسجدُ للملك؟
قال: إنا لا نسجدُ إلا لله تعالى قال: وما ذاك؟
قال: إنَّ الله تعالى بعث إلينا رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأمرنا أن لا نسجد إلا لله تعالى، وأمرنا بالصلاة والزكاة، قال عمرو: فإنهم يخالفونك في عيسى، قال: ما تقولون في عيسى وأمه؟
قالوا: نقولُ كما قال الله تعالى، هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشرٌ، ولم يفرضها ولدٌ، فرفع النجاشيُّ عودًا من الأرض وقال: يا معشر القسيسين والرهبان، والله ما تزيدون على الذي يقول ما يسوى هذا، مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي نجده في الإنجيل، وأنه الذي بشر به عيسى، انزلوا حيث شئتم، فوالله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه، وأوضِّئه، وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما، ثم تعجَّل ابن مسعودٍ حتى أدرك بدرًا. للكبير بلين (١).
(١) ذكره الهيثمي في ((المجمع)) ٦/ ٢٤ وقال: رواه الطبراني، وفيه حريج بن معاوية ويقه أبو حاتم وضعفه ابن معين وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح السيرة النبوية ١/ ١٦٥.