٦٣٩٨ - ولأحمد عن أمِّ سلمة نحوه وفيه: إنَّ الذي بعثوه مع عمرو بن العاص هو عبد الله بن أبي ربيعة المخزوميِّ، ومعهما هدايا للنجاشيِّ وكل بطارقته من أدم؛ لكونه أعجبُ ما يأتيهم من مكةَ.
وفيه أنَّ جعفرًا قال: أيها الملك، كنَّا قومًا أهل جاهليةٍ، نعبدُ الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطعُ الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل القويُّ منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منَّا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلعُ ما كنا نعبدُ نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان، وأمرنا بالصدق والأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكفِّ عن المحارم والدماء والفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصن، وأمرنا أن نعبد الله لا نشركُ به شيئًا، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فعدد عليه أمور الإسلام، فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعدى علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا وشقوا علينا، فخرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك، فقال النجاشي: هل معك مما جاء به من شيءٍ؟
قال: نعم، فقرأ عليه صدرًا من {كهيعص}[مريم:١] فبكى النجاشيُّ، وبكت أساقفته، ثم قال: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدةٍ، انطلقا، فوالله لا أسلمهم إليكما أبدًا، ولا أكادُ، ثم قال: اذهبوا فأنتم سيومٌ بأرضي - والسيومُ الآمنون- من سبَّكم غُرِّم، قاله ثلاثًا،
⦗٥٣٨⦘ قالت: وأقمنا عنده في خير دارٍ، مع خير جارٍ، وإن عدوًا للنجاشيِ نزل به فوالله ما علمنا حربًا قط أشد من حربٍ حربناه عند ذلك؛ تخوفًا أن يظهر عليه من لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف (١).
(١) أحمد ١/ ٢٠٢ - ٢٠٣، وقال الهيثمي ٦/ ٢٥ - ٢٧: رجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع. وصححه الألباني في فقه السيرة صـ ١١٥.