٦٤١٨ - البراء بن عازب: جاء أبو بكر إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلاً، فقال لعازبٍ: ابعث معي ابنك يحمله، فحملته، وخرج أبي معه ينتقد ثمنه فقال له: يا أبا بكرٍ كيف صنعتما ليلة سريت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
قال: نعم أسرينا ليلتنا حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق، حتى
⦗٥٥٢⦘ رفعت لنا صخرة طويلةٌ لها ظلٌ فنزلنا عندها، فسويت بيديَّ مكانًا ينام فيه - صلى الله عليه وسلم - في ظلها، ثم بسطت عليه فروةً، ثم قلت نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براعٍ مقبلٌ بغنمه إلى الصخرة يريد منها الذي أردنا فقلت: لمن أنت؟
فقال: لرجلٍ من أهل المدينة، فقلت: أفي غنمك لبنٌ؟
قال: نعم، قلت: أفتحلب لي؟
قال: نعم، فأخذ شاةً، فقلت: انفض الضرع من الشعر والتراب والقذا، فحلب لي في قعبٍ معه كثبةً من لبنٍ، ومعي إداوةً أرتوي فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ليشرب منها ويتوضأ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فوافقته حين استيقظ، فصببتُ على اللبن من الماء حتى برد أسفله، فقلت: يا رسول الله اشرب من هذا اللبن فشرب وشربت حتى رضيت، ثم قال:((ألم يأن للرحيل؟)).
قلت: بلى، فارتحلنا بعد مازالت الشمس واتَّبعنا سراقة بن مالك ونحن في جلدٍ من الأرض، فقلتُ يا رسول الله: أتينا، فقال:((لا تحزن إنَّ الله معنا)) فدعا عليه فارتطمت فرسهُ إلى بطنها، فقال: إني علمتُ أنكما دعوتما علىَّ، فادعوا لي والله، لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنجا فرجع لا يلقى أحدًا إلا قال: كفيتم ما هاهنا، ولا يلقى أحدًا إلا ردّه ووفى لنا (١).