٦٤٥١ - أنسٌ: أنَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - شاور حين بلغه إقبالُ أبي سفيان، فتكلم أبو بكرٍ، فأعرض عنه، ثم تكلم عمر، فأعرض عنه، فقام سعد ابن عبادة، فقال: إيانا تريدُ يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، فندب - صلى الله عليه وسلم - الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرًا، ووردت عليهم روايًا قريش وفيهم غلامٌ أسود فأخذه أصحابه - صلى الله عليه وسلم - يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه، فيقول: ما لي علمٌ بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهلٍ وعتبة وشيبة وأمية بن خلفٍ. فإذا قال ذلك ضربوه، فقال: نعم، أنا أخبركم هذا أبو سفيان. فإذا تركوه فسألوه، قال ما لي بأبي سفيان علمٌ، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلفٍ في الناس. فإذا قال هذا أيضًا ضربوه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمٌ يصلي، فلمَّا رأى ذلك انصرف، وقال:((والذي نفسي بيده لتضربونه إذا صدقكم، وتتركونهُ إذا كذبكم، هذا مصرع فلانٍ، ويضع يده على الأرض ههنا وههنا))، فما ماط أحدٌ عن موضع يده. لأبي داود ومسلمٍ بلفظه (١).