٦٦٥٦ - العباس: شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون، فطفق - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجام بغلته أكفها؛ إرادة أن لا يسرع، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بركابه - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أي عباس ناد أصحاب السمرة))، فقال عباس: وكان رجلاً صيتا فقلت: بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك، فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنظر - صلى الله عليه
⦗٥٦⦘ وسلم - وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال:((هذا حين حمى الوطيس)) ثم أخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: ((انهزموا ورب محمد))، فذهبت أنظر، وإذا القتال على هيئته فيما أرى، فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصيات، فمازلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرًا. لمسلم (١).