٧٢٨٩ - وللأوسط بلين: قالَ عمرُ: دخلتُ على حفصةَ فقلتُ لها: لا تكلمي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تسأليهِ ما ليس عندهُ، وما كانت لكِ من حاجةٍ حتَّى دُهْنَ رَأْسِكِ فاسأليني، وكانَ - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى الصبحَ جلسَ في مُصلَاّهُ، وجلسَ الناسُ حولهُ، حتَّى تطلعَ الشمسُ، ثمَّ دخلَ على نسائهِ امرأة امرأةً، يسلمُ عليهنَّ، ويدعُو لهنَّ، وإنَّهُ أُهْدِيَتْ لحفصةَ عكةَ عسلٍ، فذكر قصةَ ريحِ مغافير إلى أن قالَ: هُو عسلٌ، والله، لا أطعمهُ أبدًا، حتَّى إذا كانَ يومُ حفصةَ، قالت: يا رسولَ الله: إنَّ لي حاجةً إلى أبي، فَأْذَنْ لي أن آتيهُ، فأذن لها، ثُمَّ إنَّهُ أرسلَ إلىَّ جاريتهُ ماريةَ، فأدخلها بيتَ حفصة، فوقع عليها، فأتت حفصةُ، فوجدتِ البابَ مغلقًا، فجلست عندَ البابِ، فخرجَ وهو فزعٌ ووجههُ يقطرُ عرقًا، وحفصةُ تبكي، فقالَ ((ما يبكيكِ؟)) قالت: إنَّما أذنتَ لي من أجل هذا، أدخلت أمتك بيتي، ثُمَّ وقعت عليها على فراشي، ما كنتَ تصنعُ هذا بامرأةٍ منهنَّ، أما والله، لا يحلُّ لك هذا يا رسولَ الله، فقال:((والله ما صدقتِ، أليس هي جاريتي قد أحلها الله لي، أشهدُك أنَّها علىَّ حرامٌ، ألتمسُ بذلك رضاكِ، انظري لا تخبري بهذا امرأةً منهنَّ فهي عندك أمانةٌ))، فلمَّا خرجَ، قرعت حفصةُ الجدارَ الذي بينها وبين عائشةَ، فقالت: ألا أبشرُكِ، فإنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدْ حرَّم أمتهُ، فقد أراحنا الله منها، فنزل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ - إلى- وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}[التحريم: ١: ٤](١).