للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨٤٣٣ - وفي رواية: فمازلتُ ذليلاً مستيقنًا بأنَّ أمرهُ سيظهرُ، حتَّى أدخلَ الله على قلبي الإِسلامَ، وأنا كارهٌ، قال وكان ابنُ الناظورِ صاحبُ إيلياءَ وهرقلُ أسقفًا على نصارى الشام يُحدِّثُ أنَّ هرقلَ حين قدم إيلياءَ أصبحَ يوماً خبيثَ النفسِ، فقال بعضُ بطارقته: قد استنكرنا هيئتُكَ، قال ابنُ الناظورِ: وكان هرقلُ حزاءً ينظرُ في النجومِ، فقال لهم حين سألوه: إنِّي رأيتُ الليلةَ حين نظرتُ في النجوم ملك الختان قد ظهرَ، فمن يختتنُ من هذه الأمةَ؟ قالوا: ليس يختتنُ فيها إلا اليهودُ، قال فلا يهمنَّك شأنُهم، واكتب إلى مدائنِ ملككَ فليقتُلوا من فيها من اليهودِ، فبينما هم على أمرهم أتى هرقلُ برجلٍ أرسلَ به ملكُ غسَّانَ، يخبرُ عن خبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا استخبره هرقلُ قال: اذهبُوا فانظرُوا أمختتنٌ هو؟ فنظروا إليه فحدَّثُوه أنَّه مختتنٌ وسألوه عن العربِ، فقال: هُم يختتنونَ، فقال هرقلُ:

⦗٤٣٥⦘ هذا ملكُ هذه الأمةُ قد ظهرَ، ثم كتبَ هرقلُ إلى صاحبٍ له برومِّيةٍ، وكان نظيرُه في العلمِ، وسارَ هرقلُ إلى حمصَ، فلم يرم حمصَ حتَّى أتاه كتابٌ من صاحبهِ يوافقُ رأى هرقلَ على خروج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأنه نبيٌّ، فأذن هرقلُ لعظماءِ الروم في دسكرةٍ له بحمصَ، ثمَّ أمر بأبوابها فغلِّقت، ثمَّ قال يا معشرَ الرومِ: هل لكم في الصلاحِ والرشدِ، وأن يثبتَ ملككُم، فتبايعوا هذا النبيَّ؟ فحاصُوا بنحوه، وفي آخره: فكان ذلك آخر شأنِ هرقلَ (١). للشيخين.


(١) البخاري (٧)،ومسلم (١٧٧٣).