للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٨٤٣٦ - قتادة، عن أنسِ، عن مالكِ بن صعصعة: رفعه: ((بينما أنا في الحطيمِ- وربما قال: في الحجرِ- مضطجعٌ، ومنهم من قال: بين النائمِ واليقظان إذا أتاني آتٍ، فشقَّ ما بين هذه إلى هذه، يعني من ثغرةِ نحرهِ إلى شعرتهِ، فاستخرج قلبي، ثم أُتيتُ بطستٍ من ذهبٍ مملوءٍ إيمانًا فغسلَ قلبي ثم حُشي ثم أُعيد، ثم أُتيتُ بدابةٍ دونَ البغلِ وفوقَ الحمار، أبيضَ يضعُ خطوهُ عند أقصى طرفه فحُملتُ عليه، فانطلقَ بي جبريلُ عليه السلامُ حتَّى أتى السماءَ الدنيا، فاستفتحَ فقيل من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا فيها آدمُ، فقال: هذا أبوكَ آدمُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ علىَّ السلامَ فقال: مرحبًا بالابن الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثمَّ صعدَ حتَّى أتى السماءَ الثانيةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومنْ معكَ؟ قال: محمدٌ، قيلَ: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم.

قيل: مرحبًا به ونعم المجيءُ جاءَ، ففتحَ، فلمَّا خلصتُ فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالةٍ، قال: هذا يحيى وعيسى فسلِّم عليهما، فسلمتُ عليهما فردَّا ثمَّ قالا: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثمَّ صعدَ بي إلى السماءِ الثالثةِ، فاستفتحَ، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومنْ معك؟ قال: محمدُ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعمَ المجيءُ جاءَ ففتحَ، فلمَّا خلصتُ فإذا يوسفُ، قال: هذا يوسفُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعد بي حتَّى أتى السماءَ الرابعةَ، فاستفتح، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معك؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيءُ جاءَ، ففتحَ فلمَّا خلصتُ فإذا إدريسُ، قال: هذا إدريسُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعدَ بي

⦗٤٣٧⦘ حتَّى أتى السماءَ الخامسةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعمَ المجيءُ جاءَ، ففتحَ فلمَّا خلصتُ فإذا هارونُ، قال: هذا هارونُ فسلِّم عليه فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعد بي حتَّى أتى السماءَ السادسةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعمَ المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلِّمْ عليه فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، فلمَّا جاوزتُه بكى؛ فقيل: ما يُبكيكَ؟ قال أبكى لأنَّ غلامًا بعث بعدي يدخلُ الجنةَ من أُمَّته أكثر مما يدخلُها من أمَّتي، ثمَّ صعدَ بي إلى السماءِ السابعةِ، فاستفتحَ، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد

بُعثَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوكَ إبراهيمُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه، فردَّ السلامَ، ثمَّ قال: مرحباً بالابنِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم رُفعتُ إلى سدرةِ المنتهي فإذا نبقها مثلُ قلالِ هجر، وإذا ورقُها مثل آذانِ الفيلةِ، قال: هذه سدرةُ المنتهى، فإذا أربعةُ أنهارٍ، نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: أما الباطنان: فنهران في الجنَّةِ، وأمَّا الظاهران: فالنيل والفراتُ ثمَّ رُفع لي البيتُ المعمورُ، ثمَّ أتيتُ بإناءٍ من خمرٍ وإناءٍ من لبنٍ وإناءٍ من عسلٍ، فأخذتُ اللبنَ، فقال: هي الفطرةُ التي أنتَ عليها وأمتُكَ، ثمَّ فرضتْ علىَّ الصلاةُ خمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، فرجعتُ فمررتُ على موسى؛ فقال: بم أُمرتَ؟ قلتُ: أمرتُ بخمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، قال إنَّ أمتَكَ لا تستطيعُ خمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، وإنِّي والله لقد جربتُ الناسَ قبلكَ، وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى ربِّكَ فاسألُه التخفيفَ لأمتكَ، فرجعتُ فوُضعَ عنِّي عشرًا، فرجعتُ (إلى موسى) (١) فقال مثلَه، فرجعتُ فُوضعَ عنِّي عشراً، فرجعتُ فقال مثلَه، فرجعتُ فوُضعَ عنِّي عشراً، فرجعتُ إلى موسى فقال مثلَه، فرجعتُ فأُمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، فرجعتُ إلى موسى؛ فقال: بم أُمرتَ؟ قلتُ: أمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، قال: إنَّ أمتكَ لا تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَّ يومٍ، وإنيِّ جربتُ الناسَ قبلكَ وعالجتُ بنى إسرائيل أشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى

⦗٤٣٨⦘ رِّبك فاسألُه التخفيفَ لأمتكَ، قال: سألتُ ربيِّ حتَّى استحييتُ، ولكن أرضى وأسلِّمُ، فلمَّا جاوزتُ نادي منادٍ أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي)) (٢). للشيخين، والترمذي، والنسائي.


(١) من (ب).
(٢) البخاري (٣٨٨٧)،ومسلم (١٦٤).