للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٨٤٣٧ - شريك سمع أنساً يقولُ: ليلةَ أسرى بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من مسجدِ الكعبةِ أنه جاءهَ ثلاثةُ نفرٍ قبلَ أن يُوحى إليه وهو نائمٌ في المسجدِ (الحرامِ) (١)، فقال أولُهم: أيُّهم هو؟ فقال أوسطهُم: هو خيرُهم، وقال آخرُهم: خذوا خيرهم، فكانتْ تلك الليلةُ، فلم يُرَهُمْ حتَّى أتوه ليلةً أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينهُ ولا ينامُ قلبه؛ وكذلك الأنبياءُ تنامُ أعينُهم ولا تنامُ قلوبُهم، فلم يكلِّمُوه حتَّى احتملوه فوضعُوه عند بئرِ زمزمَ، فتولاه منهم جبريلُ فشقَّ ما بين نحرهِ إلى لُبتهِ حتَّى فرغَ من صدره وجوفهِ، وغسلهُ من ماءِ زمزمَ بيده حتَّى أنقى جوفه، ثمَّ أتى بطستٍ من ذهبٍ فيه تورٌ من ذهبٍ، محشوٍ إيماناً وحكمهَ فحُشي به صدُره ولغاديدُه يعني عروقَ حلقهِ، ثم أطبقه، ثم عرجَ به إلى السماءِ الدنيا بنحوه، ... وفيه: فإذا هو في السماءِ الدنيا بنهرين يطردانِ، فقالَ ما هذان النهران يا جبريلُ؟ قال هذا النيلُ والفراتُ عنصرهما، ثم مضى به في السماءِ فإذا هو بنهرٍ آخرِ عليه قصرٌ من لؤلؤِ وزبرجدٍ، فضربَ بيدهِ فإذا هو مسكٌ أذفر، قالَ ما هذا يا جبريلُ؟ قالَ: هذا الكوثرُ، الذي خبأ لك ربُّك، ثم عرجَ به إلى السماء الثانية بنحوه إلا أنه لم يعين من الأنبياءِ إلا إدريس في الثانية، وهارونَ في الرابعةِ، وإبراهيم في السادسةِ،

⦗٤٣٩⦘ وموسى في السابعةِ، وأمَّا الأولى ففيها آدمُ، وفيه: أنه تعالى وضعَ عنه في المراجعةِ الأولى عشرَ صلواتِ، ثم رجعَ إلى موسى فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت خمسَ صلواتٍ عند المراجعة الخامسة، وقال تعالى: إنه لا يبدلُ القولُ لديَّ كما فرضت عليكَ في أمِّ الكتابِ فكلُّ حسنةِ بعشرة أمثالها، فهي خمسونَ في أمِّ الكتابِ وهي خمسٌ عليكَ. وفي آخره: فاستيقظ - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجدِ الحرامِ (٢).


(١) من (ب).
(٢) البخاري (٧٥١٧)،مسلم (١٦٢).