٨٤٤٩ - عدى بن حاتم: بينا أنا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجلٌ فشكى إليه الفاقةَ، ثم أتاه آخرُ فشكى إليه قطع السبيلِ، فقالَ:((يا عديُّ: هل رأيتَ الحيرةَ؟))
قلتُ: لم أرها وقد أنبئتُ عنها، قالَ:((إن طالت بكَ حياةٌ لترينَّ الظعينةَ ترتحلُ من الحيرة حتى تطوفَ بالبيت لا تخافُ أحداً إلا الله))، قلتُ: فيما بيني وبين نفسي فأين دعارُ طيء الذين سعروا البلادَ؟ ((ولئن طالت بك حياةٌ لتفتحنَّ كنوزُ كسرى))، قلت: كسرى بن هرمز! قالَ: ((كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياةٌ لترينَّ الرجلَ يخرجُ ملءَ كفِّه من فضةٍ أو ذهبٍ يطلبُ من يقبلُه منه فلا يجدُ أحداً يقبلهُ منه، وليلقينَّ الله أحدُكم يومَ يلقاهُ وليس بينه وبينه حجابٌ ولا ترجمانُ يترجمُ له، فليقولنَّ: ألم أبعث إليكَ رسولاً فيبلغكَ؟ فيقولُ: بلى يا ربّ، فيقولُ: ألم أعطك مالاً وأفضلُ عليكَ؟ فيقولُ: بلى، فينظرُ عن يمينهِ فلا يرى إلا جهنم، وينظرُ إلى شمالهِ فلا يرى إلا جهنمَ))، وسمعتهُ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:((اتقوا النارَ ولو بشقِ تمرةٍ، فمن لم يجد شقَّ تمرةِ فبكلمةِ طيبةِ))، قال عديُّ: فرأيت الظعينةَ ترتحلُ من الحيرةِ حتى تطوفَ بالكعبةِ لا تخافُ إلا الله، وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى، ولئن طالت بكم حياةٌ لترونَّ ما قالَ أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: ((يخرجُ ملءَ كفِّهِ)) (١). للبخاري.