٨٦٦٤ - عبيد الله بن عدى بن الخيار: أنَّ المسورَ بن مخرمةَ وعبد الرحمن بن الأسودَ قالا له: ما يمنعكَ أن تكلمَ أميرَ المؤمنين عثمان في شأن الوليدِ بن عقبةَ؟ فقد أكثر الناسُ فيه، فقصدتُ لعثمانَ حين خرجَ إلى الصلاةِ قلتُ: إن لي إليكَ حاجةً وهي نصيحةٌ لك، قال: يا أيها المرءُ أعوذُ بالله منك، فانصرفتُ فرجعتُ إليهم إذ جاء رسولُ عثمانَ فأتيتُه، فقال: ما نصيحتُك؟ فقلتُ: إنَّ الله تعالى بعثَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحقِّ، وأنزلَ عليه الكتابَ، وكنتَ ممن استجابَ للهِ ورسولهِ، فهاجرتَ الهجرتين وصحبتَه - صلى الله عليه وسلم - ورأيتَ هديهُ وقد أكثرَ الناسُ في شأنِ الوليدِ، قال: أدركتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلتُ: لا ولكن خلص إليَّ من علمِهِ ما يخلصُ إلى العذراء في سترها، فقال: أما بعدُ: فإنَّ الله تعالى بعثَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحقِّ، وكنتُ ممن استجابَ للهِ ورسولهِ، وآمنتُ بما بُعث به وهاجرتُ الهجرتين كما قلت، وصحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ونلتُ صهرهُ وبايعتُه، فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه حتَّى توفاه الله، ثم أبو بكرٍ مثلُه ثم عمرَ مثلُه، ثم استُخلفتُ أفليس لي من الحقِّ مثلُ الذي لهم؟ قلتُ: بلى، قال: فما هذه الأحاديثُ التي تبلغني عنكم؟ أمَّا ما ذكرت من شأن الوليدِ فسنأخذُ فيه بالحقِّ إن شاءَ الله ثم دعا عليًّا، فأمره أن يجلدهُ فجلدهُ ثمانين. للبخاري (١).