للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨٦٦٥ - عبد الله بن سلام: أنَّه دخلَ على عثمانَ وهو محصورٌ فسلَّم عليه ورَّد عليه، وقال: ما جاء بك يا عبد الله بن سلامٍ؟ قال: جئتُ لأثبتَ حتَّى أستشهدَ أو يفتح الله

⦗٥٠٨⦘ لك، ولا أرى هؤلاءِ القومِ إلا قاتلوكَ، فإن يقتلوكَ فذاك خيرٌ لك وشرٌ لهم، فقال عثمانُ: أسألُك بالذي لي عليك من الحقِّ لما خرجتَ إليهم خيرٌ يسوقه الله بك أو شرٌ يدفعه الله بكَ، فسمعَ وأطاعَ فخرجَ عليهم، فلمَّا رأوه اجتمعوا وظنُّوا أنُّه قد جاءهم ببعضِ ما يسرون به، فقامَ خطيبًا وقال في جملة خطبته: إنَّه لم يُقتل نبيٌّ فيما مضى إلا قُتل به سبعون ألفَ مقاتلٍ، ولا قُتل خليفةً قطُّ إلا قُتل به خمسةٌ وثلاثون ألفَ مقاتلٍ فلا تعجلوا على هذا الشيخِ بقتلٍ، فوالله لا يقتله رجلٌ منكم إلا لقى الله يومَ القيامةِ ويدهُ مقطوعةٌ مسلولةٌ، واعلموا أنه ليس لوالدٍ على ولدٍ حقٌّ إلا ولهذا الشيخ عليكم مثلُه، فقاموا فقالوا: كذبت اليهودُ، فقال: كذبتُم والله ما أنا بيهوديٍّ، وإنِّي لأحدُ المسلمين يعلمُ الله بذلك ورسولُه والمؤمنون، وقد أنزل الله فيَّ القرآن {قُلْ كَفَى بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: ٤٣] {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ الله وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الاحقاف: ١٠] فقاموا فدخلوا على عثمان فذبحوه، فخرج عبدُ الله بنُ سلامٍ فقام على راحلتهِ فقال: يا أهل مصرَ يا قتلةَ عثمانَ، قتلتم أميرَ المؤمنين، أما والله لا يزالُ عهدٌ منكوثٌ ودمٌ مسفوحٌ ومالٌ مقسومٌ. للكبير مطولاً وللترمذي بعضه (١).


(١) الترمذي (٣٨٠٣)، وقال: غريب.