أخي المسلم: إن شكر النعم أمان للنعم من الزوال .. وقيد لها من الفرار .. كما أن كفران النعمة سبب في زوالها!
قال الحسن البصري:«إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يُشكر عليها؛ قلبها عذابًا! ولهذا كانوا يسمون الشكر الحافظ؛ لأنه يحفظ النعم الموجودة، والجالب؛ لأنه يجلب النعم المفقودة».
وقال عمر بن عبد العزيز:«قيِّدوا نعم الله عز وجل بالشكر لله تعالى».
وقال بعض السلف:«النعم وحشية؛ فقيدوها بالشكر».
ومن شكر النعمة؛ التحدث بها؛ وفي ذلك لفت للسامع إلى نعم الله تعالى ..
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل؛ لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس؛ لا يشكر الله، والجماعة بركة، والفرقة عذاب»[رواه البيهقي في الشعب/ صحيح الجامع: ٣٠١٤].
وأيضًا أخي المسلم إن شكر النعمة مربوط بالزيادة؛ فمن شكر الله تعالى على نعمه؛ زاده .. والزيادة من الله تعالى؛ زيادة من الغني .. مالك كل شيء!
قال الله تعالى:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم: ٧].
قال علي - رضي الله عنه - لرجل من أهل همدان:«إنَّ النعمة موصولة بالشكر، والشكر متعلق بالمزيد، وهما مقرونان في قرن، فلن ينقطع المزيد من الله عز وجل؛ حتى ينقطع الشكر من العبد».