عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
ثم ذكر الماوردي أربع خصال معتبرة في إخائهم بعد المجانسة _ التي هي أصل الاتفاق _، فقال:«فالخصلة الأولى: عقل موفور يهدي إلى مراشد الأمور ... والخصلة الثانية: الدين الواقف بصاحبه على الخيرات؛ فإن تارك الدين عدو لنفسه، فكيف يرجى منه مودة غيره؟! ... والخصلة الثالثة: أن يكون محمود الأخلاق مرضي الأفعال، مؤثرًا للخير آمرًا به، كارهًا للشر ناهيًا عنه؛ فإن مودة الشرير تكسب الأعداء وتفسد الأخلاق ... والخصلة الرابعة: أن يكون من كل واحد منهما ميل إلى صاحبه، ورغبة في مؤاخاته؛ فإن ذلك أوكد لحال المؤاخاة وأمد لأسباب المصافاة؛ إذ ليس كل مطلوب إليه طالبًا، ولا كل مرغوب إليه راغبًا».
٢ - ثم المواصلة، وهي مرحلة ما بعد التشاكل، وقد قال بعض الحكماء:
بحسن تشاكل الأخوان يلبث التواصل.
وقصد بها: الاجتماع والمداومة على ذلك، وهي مرتبة نتجت من المرتبة الأولى؛ وهي: الاتفاق والائتلاف.