ولا يراد بهذه المواصلة: بلوغ المحبة والود بينهما؛ وإنما هي مرتبة يترقب بها كل منهما الآخر للتثبت من وجود الاتفاق، فلا يكون هذا إلا بالاجتماع والمواصلة.
٣ - ثم المؤانسة، وهي شعور بشيء من الأمان والانبساط، فينطلق اللسان، حتى يفضي ذلك إلى الانشراح والسرور والتأنس.
٤ - ثم المصافاة، ويراد بها: الإخلاص فيما سيكون من مودة وإخاء؛ قال الماوردي:«وسببها: خلوص النية».
٥ - ثم المودة، قال بعض الحكماء: من جاد لك بمودته فقد جعلك عديل نفسه.
قال الماوردي:«وهذه الرتبة هي أدنى الكمال في أحوال الإخاء، وما قبلها أسباب تعود إليها، فإن اقترن بها المعاضدة فهي الصداقة».
قلت: يريد أن الصحبة تبدأ من هذه المرتبة _ وهي حصول المودة _، أما ما قبلها من مراتب فهي مقدمات لبلوغ هذه المودة، وأشار كذلك إلى أن هذه المرتبة قد تبلغ مبلغ الصداقة إذا كان من كل منهما للآخر النصر والعون.