للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقد علمت منه أن المقدورات تتحقق فيها أنها غير متناهية، وغير المتناهي لا يتصور القول بخلقه دفعة للجمع بين النقيضين. وممن نص على تناهي المقدورات إمام الحرمين (١) في الإرشاد، وكذلك السلالجي (٢) في مختصره وعقد المحلول فقال: والدليل على عدم تناهي المقدورات جواز وقوع أمثال ما وهم، والجائز لا يقع لنفسه وفي قصر القدرة عليه استحالة وقوعه.

وذلك يؤدي إلى الاستحالة، والإمكان فيما علم فيه الإمكان، وهكذا القول في المعلومات والمرادات والمدركات ومتعلقات الكلام. انتهى.

قال الخفاف (٣) هذا استدراك على الوحدانية بأن يعرض القائل إلهين عدم العجز بعدم توجه قدرة الثاني لما توجهت له قدرة الأول.

فأجاب الشيخ بأن المقدورات لا تتناهى، وستدل لما ذكر. وبيانه: لو فرضنا تناهي المقدورات في عشرة مثلا. وأما ما وراءها فلا يقال هل القدرة منفية، فيكون مسلوب القدرة وعاجزا، وليس بإله أم باقية فيكون قادرا على أمثال ما وقع


(١) انظر إمام الحرمين، الإرشاد ص ١٨٩٦ وما بعدهما.
(٢) المديوني، شرح عقائد السلالجي ص ١٩
(٣) الخفاف زكرياء بن داود (ت ٢٨٦ هـ = ٨٩٩ م): حافظ للحديث مفسر. له التفسير الكبير. انظر الذهبي، تذكرة الحفاظ ج٢/ ٢٢.

<<  <   >  >>