للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

طالبهم بإخراج العلم بذلك، وإظهار الحجة على ما ادعوه من كتبهم. وقال:

{إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} (١) إذ لم يرد بذلك أمر ولا وجدوا في كتبهم تكليفا ثم رد عليهم بإثبات المشيئة بمعنى التخصيص بالوجود والتصريف للأمر، فقال: {فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} (٢) انتهى.

فعلم من مجموع كلامه أن الرضى والسخط يرجعان للإرادة وهي واحدة، ويختلف حكمها وتسميتها باختلاف المراد. واتفق الجميع على اتحاد المشيئة والإرادة حادثة. وقد ذكر اتحادهما المقترح، وأبو بكر، والشيرازي (٣) والسعد التفتازاني ناسبا التحالف بينهما لبعض المبتدعة. وعلم من كلامهم أن الرضى والمحبة أيضا شيء واحد، وأن السخط والعداوة، والبغض والكراهية هي أيضا متحدة، وهي مقابلة الرضى والمحبة، وهي حيثيات للإرادة من حيث المتعلق، أو هي الإرادة على ما سبق. ونعني بالكراهية


(١) الأنعام، الآية: ١١٦.
(٢) الأنعام، الآية: ١٤٩.
(٣) الشيرازي محمود بن مسعود، قطب الدين (٦٣٤ - ٧١٠ هـ = ١٢٣٦ - ١٣١١ م): قاض، عالم بالعقليات، مفسر. من كتبه: " فتح المنان في تفسير القرآن " " شرح مختصر ابن الحاجب " ... انظر ابن حجر العسقلاني. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ج٤/ ٣٣٩. طاش كبرى زادة، مفتاح السعادة ج١/ ١٦٤

<<  <   >  >>