الخلق فيه كالطلاسم والألغاز لا تُعرف حتى جاء هذا العصر فظهرت معانيه على أيدي المعطلة ومقلّديهم؟ هذا منكر من القول وفيه من اسْتهجان السلف وتعظيم الكفار ما هو ضلال مبين.
والذي يُقارن بين ما أذكره من تفسير السلف لكلام الله وما أنقله من تفسير المتأخرين يظهر له الفرق بين الهدى والضلال إلا من فسدت فطرته.
قال قتادة:(لُّجِّيٍّ) هو العميق. (لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) أي لم يقارب رؤيتها من شدة الظلام، فهذا مثل الكافر الجاهل البسيط المقلّد الذي لا يعرف حال من يقوده ولا يدري أين ذهب بل كما يقال في المثل للجاهل: أين تذهب؟ قال: معهم، قيل: فإلى أين يذهبون؟ قال: لا أدري.
وقال أبي بن كعب في قوله تعالى:(ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) فهو يتقلب في خمسة من الظُّلَم: فكلامه ظلمه، وعمله ظلمه، ومدخله ظلمه، ومخرجه ظلمة، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات إلى النار. انتهى.
هل يحيل الله عباده إلى هذه الأشياء الدقيقة في فهم كتابه بحيث لا يُفهم القرآن إلا بصواريخ تجوب الفضاء وغوّاصات تذهب في أعماق البحار ومناظير تُقرّب البعيد وتُكَبِّر الصغير ثم يجعل مفاتيح ذلك مع أعدائه يكتشفونه في آخر الأمة؟.