للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا وعزّة العزيز ما عِزنا بمشابهة الكفار، لا بالعلم ولا بالعمل ولا بالغرور وطول الأمل، هذا طريق الذل والهوان الموصِل إلى البوار والخسران.

ليعلم هؤلاء الخائضون أن الرب سبحانه وبحمده يقول للشيء (كن فيكون) وقد قال للسماء والأرض: (ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) قال هذا بعد فراغ وانتهاء.

فالسماء والأرض خلقهما الرحمن قبل استوائه على عرشه وكان قبل ذلك عالٍ عليه وعلى مخلوقاته وإنما حصل الاستواء بعد خلق السموات والأرض في ستة أيام.

ومعنى قوله تعالى: (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) ليس هذيان أعداء الرحمن، قال ابن كثير: أي قد وسعنا أرجاءها فرفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هي. انتهى.

فكلام ابن كثير يبيّن أن هذا حصل في الماضي حين خلقها سبحانه وهو الصواب، أما الملاحدة فليس عندهم سماء مبنية وإنما فضاء فيه ملايين وبلايين المجرات فالإتساع عندهم هو ما ذكره صاحب كتاب توحيد الخالق عنهم وهو تباعد المجرات لأن النجوم لا تزال تُخلق، فهذا على مقتضى أصولهم من دوران السُّدُم التي تتولّد منها بزعمهم الكواكب، وقد تبين مراراً أن هذا هذيان.

<<  <   >  >>