للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأهل الإسلام الذين ينظرون إلى ما عندهم العلم بوصفه قبل نظرهم وهو معلوم لخالقه ومُوجده قبل خَلْقهم ووجودهم فكلامه فيه حق، وتصديقه فيه هدى.

والمراد أنهم بقولهم: الفضاء لا حَدَّ له أرادوا هدم بنيان الدين بقلع أصوله فمن لم يُصَدِّقهم ويتبعهم على إنكار الخالق أوْجدوا له طريقاً أخرى كفيلة بإضلاله عنه سبحانه وهو كلامهم في فضائهم الخيالي اللانهائي.

إنها كلمة قالوها وهي أن الفضاء لا ينتهي لا دليل عندهم على صحتها ولا برهان ولا حجة إلا عدم العلم بغير ذلك، وعدم العلم ليس بعلم، هذا أحسن ما يُظن بهم وكفى بذلك ضلالة أن بُني على جهالة، والإناء بما فيه ينضح فهذه ثمار الكفار، والذي ينبغي أن نهتم بشأنه ونحذره أنهم أرادوا بذلك إضلال المسلمين عن ربهم وهذا لأنهم منقادون بالطاعة لإبليس فهو جعلهم واسطة الإضْلال بهذا الضّلال.

إن العجوز الجاهلة من عجائز المسلمين والمجنون الذي يُمَزِّق ثيابه ويرمي طعامه ويشتم أباه وأمه أعْلم من أرباب العلوم الحديثة بالسماء وبما فوق السماء وإنما الفتنة بهؤلاء التي أعمت وأصَمّت سببها وجود من رَوَّج هذه البضائع الزائفة وأنها تدلّ على الله وأن القرآن شاهد بصحتها.

<<  <   >  >>