روى الطبري في تفسيره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بعد أن ذكر معانٍ كثيرة لمعنى قوله تعالى:" وَلِبَاسُ ٣ {وَلِبَاسُ التَّقْوَى}.
" وقال آخرون: بل ذلك هو السمت الحسن. ذكر من قال ذلك: حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة , قال: حدثنا عبد الله بن داود , عن محمد بن موسى , عن الزباء بن عمرو, عن ابن عباس: وَلِباسُ التّقْوَى قال: السمت الحسن في الوجه " (١)
وروى القرطبي _ رحمه الله _هذا القول أيضًا عن ابن عباس:" وقال ابن عباس: "لباس التقوى" هو العمل الصالح. وعنه أيضا: السمت الحسن في الوجه ".
فالسمت الحسن من التقوى وخشية الله فاللهم ألبسنا لباس التقوى في الدنيا واجعله سببًا من أسباب السعادة لنا في الآخرة , اللهم آمين آمين.
ووصف الله سبحانه وتعالى نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من الصحابة بأنهم أشداء أقوياء على الكفار رحماء مع بعضهم بعضا , ووصفهم بأنهم يكثرون الركوع والسجود لله , كما وصف نبيه ووصف من معه بأنهم ممن حسُن سمتهم يقول تعالى:
(١) " جامع البيان في تأويل القرآن " محمد بن جرير الطبري: (١٢/ ٣٦٧) , تحقيق: أحمد محمد شاكر , ط: مؤسسة الرسالة , الطبعة الأولى , ١٤٢٠هـ - ٢٠٠٠م , (١ - ٢٤).