من متشابه (متشابه القرآن) , و (معترك الأقران في مشترك القرآن) , وألّف في مبهمات القرآن (مفحمات الأقران في مبهمات القرآن) , بل وتطرق إلى طبقات المفسرين (طبقات المفسرين).
وكذلك في علوم الحديث النبوي نجده فعل فيها مثل ما فعله مع علوم القرآن فقام بشرح كتب السنة , وانتقى منها , وتكلم عن رجال الحديث , وألف مؤلفات خاصة بالأحاديث الموضوعة , ووضع ألفية في الحديث , وكما فعل في القرآن والحديث فعل في الفقه والنحو والأدب والتاريخ والتراجم والطبقات.
فالسيوطي قد التزم بمنهج علماء الحديث وهو التدقيق في التعامل مع كلام ... النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك الآثار الواردة عن الصحابة والسلف الصالح.
وفي الحقيقة أن السيوطي عندما يكتب في علوم التاريخ والطبقات والتفسير والأدب والفقه واللغة , إنما يريد أن يخدم الدين وهذا هو أكثر ما يميز منهج السيوطي في كتبه وهو خدمة الدين.
ومن أهم ما يميز صاحبنا ذكره أماكن استشهاداته وإرجاع نقوله إلى الأصل الذي نقل منه. أما عن كتابنا " حسن السمت في الصمت " فقد التزم السيوطي فيه الأمانة حيث ذكر أن هذا الكتاب هو اختصار لكتاب " الصمت " الذي ألفه ابن أبي الدنيا , ولم يكتفِ السيوطي باختصاره فقط بل أضاف عليه أحاديث كثيرة وأبيات شعرية تكاد تفوق عدد ما نقله من كتاب الصمت , وفي الحقيقة اختصار السيوطي لهذا الكتاب لم يخل بمضمونه ولم يذهب برونق الكتاب , بل أضاف إليه رونقًا على رونقه , وفائدة على فائدته.