للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَإِنِّيْ أَرْجُوْ أَنْ تَكُوْنَ هَذِهِ الْحَمَادِيَّةُ حَمَادِيَّةً مُفِيْدَةً لِعَامَّةِ الْأُسَرِ وَالْعَشَائِرِ فِيْ بِلَادِ الْإِسْلَامِ كُلِّهَا، لِأَنَّهَا تَضَمَّنَتْ نُصُوْصَاً وَدِلَالَاتٍ لَمْ أَرَهَا مَجْمُوْعَةً فِيْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، دَالَّةً عَلَى الْحِفَاظِ عَلَى الْقِيَمِ وَالْأَحْسَابِ الْطَّيِّبَةِ، وَبِهَا تُحَرَّكُ الْمَشَاعِرُ الْفِطْرِيَّةُ وَالْعَصَبِيَّةُ الْصَّالِحَةُ لِلْأَخْذِ بِالْمُرُوْءَاتِ (١)، خَاصَّةً أَنَّنَا فِيْ زَمَنٍ نَحْتَاجُ فِيْهِ الْحَدِيْثَ حَوْلَ هَذِهِ الْمَعَانِيْ، وَتَرْبِيَةَ أَوْلَادِنَا عَلَيْهَا؛ لِوُجُوْدِ حَمَلَاتٍ عَالَمِيَّةٍ تَهْدِفُ لِزَعْزَعَةِ الْعَائِلَةِ = الْبَيْتِ الْوَاحِدِ، ثُمَّ الْأُسْرَةِ الَّتِيْ تَجْمَعُ بُيُوْتَاً عَدِيْدَةً (٢)، وَهَذَا الْحَثُّ وَالْتَّرْغِيْبُ يَأَتِيْ بَعْدَ الْحَدِيْثِ الْشَّرْعِيِّ الْمَلِئِ بِالْنُّصُوْصِ الْشَّرْعِيَّةِ تَرْغِيْبَاً وَتَرْهِيْبَاً ...


(١) لئن جاءَتْ الصورُ الحمَاسيَّةُ في كُتُبِ الأدَب عَن الْأقَارب مَحصُورةً في القِتال، والشجَاعة، والكَرَم، فإنَّ مَا سُقْتُه هنا تَدُورُ حولَ الحِفَاظِ علَى العِلْم ونَشْرِهِ، ومَكارِمِ الأخلاق والسُّمْعَةِ الطيِّبةِ، وسبَبُ ذلك: أنَّ هذا البحثَ كُتبَ أوَّلاً مقدِّمةً لكتاب ... «دليل النتاج العِلْمي للحمادَى»، ولِأنَّ بِالعِلْمِ والصنَاعةِ والنِتاج المُثمِرِ للْعِبَاد والبِلاد، تُبْنَى البُلدَان وتَرتقِي.
(٢) العائلةُ نَوَاةُ الأُسْرَةِ، والأُسْرَةُ نَوَاةُ المُجْتَمَعِ، وثمَّةَ فَرقٌ بين العائلة (البيت الواحد)، والأسرة (مجموعة بيوت)، وقد كتبتُ في هذا بحثاً بعنوان: «ما معنى الأسرة، وهل تُطلق على الرجل مع زوجِه وأولادِه؟» في (٥٠ صفحة) منشور في الشبكة العالمية.

<<  <   >  >>