(نمير الماء غير محلل) أجاد الشيخ في هذا التفسير. وسمعت من ينشد:
محلل ملوحش ما لم يحلل
فقلت له فما يكون تفسيره فقال: محلل من الحلال يريد لكثرة صنوف وحشة وقرب تناولها قد احل من دمائها ما لم يكن حلالا قبل لأنها كانت لا تمكن الصائد لما كانت متفرقة. فلما كثرت في هذه الأرض وقرب اقتناصها استعار لها لفظ الحلال لامتناعها لفظ الحرام. وليس ذلك بالممتنع. على أني لا أثق بالرواية.
وقوله:
فما حاولت في أرض مقاما ... ولا أزمعت عن أرض زوالا
كان أبا الطيب أراد بهذا البيت الألغاز. وإنما يريد أنى إذا جعلت أرضي قتودي، وألفت الترحل فكأني ما أقمت بأرضي، ولا ارتحلت عن أرض. وقد تقدمه:
الفت ترحلي وجعلت أرضي ... قتودي والغريري الجلالا
لأنه إذا كانت أرضه القنوت فهو لا يريد مقاما في ارض أبدا.