لم يأت في تفسير هذين البيتين في كتاب الفسر إلا إنه قال هذا نحو قوله أيضاً:
يجذبها تحت خصرها عجز ... كأنه من فراقها وجل
وقد يسأل فيقال معنى قوله: شكوى التي ومن هي هذه الأنثى. وهلا قال شكوى الذي. فالجواب: إن التي هي المطية، وغرضه سوق الكلام إلى ذكر غيرته من المطية فكأنه قال: أنا أغار من شكواها روادفك، وثقلها لأنها كشكوى العاشقة لك المضمر وجداً. ولو قال الذي لما أمتنع، ولا تغير من المعنى شيء لكنه اتبع التأنيث تأنيثاً. وهذا كقولك: ضربت زيداً ضرب المغيظة، وكلمته كلام العاتبة. ولو قلت ضرب المغيط، وضرب العابث لجاز فافهم. ومعنى البيت الثاني إنها إذا جذبت ناقتها بزمامها قلبت رأسها مع الزمام فكأنها تطلب منها تقبيلا فتزيد غيرة أبي الطيب من شكواها تحقيقا وتوكيداً. وهذا من قول القائل: