للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

كأجناسها راياتها وشعارها ... وما لبسته والسلاح والمسمم

لم يتعرض الشيخ أبو الفتح لشرح هذا البيت. وفيه كلام. وذلك إنه يريد جنسها حديد على المجاز لصبرها على الكد والتعب. فكأنها خلقت من حديد. والشعار هنا ليس مما يلي الجسد من الثياب الذي هو ضد الدثار. وإنما هو شعار الجيش الذي يدعون به كقوله في الأخرى:

تناكر تحته لولا الشعار

يريد نداؤهم بشعار سيف الدولة. ويعني أن شعارهم أيضاً حديد. لأنهم يقولون سيف الدولة المنصور أو ما يشبهه من الكلام. والسيف حديد من هذا اللقب ويدل على قوله: وما لبسته. فلو أراد بالشعار اللباس لما كرر. ويريد مما لبسته التجافيف من الحديد. وقد فسر ذلك بقوله:

لها في الوغى زي الفوارس فورقها ... فكل حصان دارع متلثم

فأما قوله راياتها. والرايات تكون من خرق. فإنه على ما ظن - والله أعلم - وجعل الرماح لهم رايات يعني رماحهم راياتهم. أو يعني أن عليها اسم سيف الدولة مكتوب فجعلها حديداً لما كان المكتوب عليها حديد.

<<  <   >  >>