للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مما يسأل عنه. فيقال: كيف ذاك، وهي لا تخلو من المخالب فعن ذاك جوابان.

أحدهما يعني به الفرخ الحدث الذي لا يمكنه الانتفاع بمخالبه لضعفه والمسّن الذي عجز عن طلب القوت. ألا تراهم يقولون في المثل: أبر من النسر. ويفسرون ذلك بأن النسر إذا أسس آوى الوكر وجعل فرخه يزقه كما كان يزقه في حداثته. فهذا جواب يوضحه قوله أحداثها والقشاعم. يريد فرخها الذي ينهض، ومسنها الذي عجز عن النهوض.

وأما الجواب الثاني إنه يريد وما ضرها لو خلقت بغير مخالب. كما تقول: ما ضر النهار ظلمته مع حضورك، وليس النهار مظلماً ولكنك تريد: ما ضر النهار لو خلق مظلماً مع حضورك. فتأمله فهو وجد جيد.

وقوله: والقوائم لا فائدة في ذكرها غير القافية. على إنها لم كانت السيوف لا ينتفع بها إلا بقوائمها أتى بها. وإن قال قائل: يعني قوائم خيله التي سارت إلى الحرب كان وجهاً. على إنه قال: يفدي سلاحه وقوائم خيله ليست من السلاح.

وقوله:

إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً ... مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم

الجوازم كلها للتعويق منها (لم) للنفي، ولا للنهي، ولام الأمر للغائب، ولا للحاضر ففيه معنى تراخي وصول الأمر إليه. وحروف الجزاء شرط، فكلها تعويق يريد أن ما تنويه إذا كان فعلا مستقبلا مضى ووقع قبل ان يعوقه معوق لسعادة جدك، أو لسرعة ما تمضيه. ويجوز

<<  <   >  >>