وما ضرها خلقٌ مخالبٍ ... وقد خلقت أسيافها والقوائم
قال الشيخ أبو الفتح: إن روايته تفدى بالتاء أثبت لما أراد النسور. وإن كان لفظ (أتم) مذكراً. وليكن كما زعم فإن التاء لا تمتنع. وفي قوله: أتم الطير عمراً تنكيت. وذلك إنه يريد أن سلاحك ليس بمعمر، بل سريع التحطيم والانكسار. كما قال أيضاً:
وإن طال أعمار الرماح بهدنةٍ ... فإن الذي يعمرن عندك عام
وما لا يعمر فلا يجب أن يفديه المعمر. لأنه التفدية تقدم إلى الهلاك قبل المفدى وإنما تفديه هذه النسور طول عمرها، لأنه قد كفاها التعب للأرزاق. وقتلت ما تطعمه. ولا تجشمها مشقة في طلبه. وبكت أيضاً بقوله: أحداثها والقشاعم أي ليس الفاني عمره بأسمح بهذا السلاح بعمره من الحدث منها المنتظر لعمر طويل تتعقب حداثته لانتفاعها به، وتعويلها في الأرزاق عليه. وقوله: