ترى ورق العسان فيها كأنهم ... دراهم منها مستجاز وزائف
يعني إن هؤلاء الشعراء الذين يقصدونك ليسوا بأهل منك للإقبال عليهم، ولا الأفضال عليهم. لأنهم ليسوا عرباً ولا عجماً، ولا معرفة لهم، ولا أدب فكيف يجوز عليك مثلهم. وسمعت من سنشد: يخور. فكنت أظنه تصحيف. ولئن صحف فالمعنى جيد. لأنه من خوار الثور. شبه كلامهم لجهلهم بالخوار. ألا ترى البحتري كيف قال يعني المستعين:
بكى المنبر الغربي أو خار فوقه ... على الناس ثور قد تدلن غبغبه
وهذا التصحيف في بيت أبي الطيب يشبه تصحيف بعضهم في قوله أيضاً:
والصدق من شيم الكرام فبين ... أمن الشراب تتوب أم من تركه
وجد بعضهم فنبئن مكتوباً بالألف حال التنوين فانشد فنبنا يريد نبأ من النبأ. وهو الخير فخفف الهمزة. وجوازه ما لاشك فيه. وهذا من سعادة هذا الرجل بشعره.