البيت ظاهر المعنى. وإنما أتينا به لئلا يظن ظان أن ترعى ضميره للخيل وإنما ترعى فاعله الظبا. وفي البيت من الغلق إنه حذف ما يدل عليه المعنى. فإنه يريد الظُبا في خصيب نبته اللمم فوقها، أو بها، أو ما شاكل ذلك. وقوله: خصيب نبته اللمم. يريد في مكان فيه من الروم ذوات الشعور لما أتى بترعى أتى خصيب. وشبه الشعور بنبات الأرض. وكثرتها بالخصب فيه. ولو كان ضمير ترعى للخيل لكانت ترى بضم التاء. كما قال الشاعر:
رعيتها أكرم رعي عودا ... الصل والصفصل واليعضيدا
لأن الخيل لا ترعى الظبا، وإنما ترعيها اللمم. وسئل بعض الأعراب عن غنم كان يرعاها: لمن هذه الغنم فقال: الله راعيها، وأنا مرعيها.
وقوله:
ترمى على شفرات الباترات بهم ... مكامن الأرض والغيظان والاكم
وجاوزوا أرسناسا معصمين بها ... وكيف يعصمهم ما ليس ينعصم
يعني أن الأرض تلفظ إلى سيوفه كل من هرب منه في مكمن أو غائط أو توارى بأكمة أو صعدها. (وأرسناس): نهر عظيم معروف. يقول: ظنوا انهم جاوزا