ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع
وقوله: مفتحة عيونهم بازاء قوله: أرانب مقدماً. وقوله: نيام بازاء قوله: ملوك مؤخراً. ولو قال: ملوك غير أنهم أرانب - على ما اقترح أبو الفتح - لقال نيام غير انهم مفتحة عيونهم. فان قال قائل فالعرب قد تذم فتشبه بالأرانب. ألا ترى إلى قول القائل:
ألا منح الإله طليق سلمى ... فصاحبه محشية الكلاب
قالوا في محشية الكلاب: إنها الأرانب، لأنها تحشو الكلب ربواً. من قولهم: حشى يحشى حشاً إذا أخذه الربو. فإن كان إنما ذم بذلك لأنه يريد سرعتهم في الفرار والهرب لا غيرها من المذام التي تصلح لمن يذم بها على الإطلاق فوجه جيد. غير انهم يضربون المثل في الذلة بالأرانب. ويقولن: إن العصفور ليطمع فيه فيقع على رأسه فينقره وقال عارف الطائي: