يقول أبو الطيب: هؤلاء جمرات، إلا أنهم ليسوا كالجمر التي تشتهيه النعام. وزعموا أن النعام يحمى له الحديد حتى يصير جمراً ثم يلقى إليه فتلتهمه وهي مشتهيه له غير مكرهة عليه فما أحسن ما فضل هذه القبيلة الملقبة بالجمرة بأن جعلها لا تشتهيها النعام، لأنها قبيلة ذات بأس وشدة لا ذات حمى في الحقيقة.
وقوله:
ألا لا أدري الأحداث حمداً ولا ذماً ... فما بطشها ولا كفها
قد سمعت قوماً ينشدون: لا أرى الاحداث، ويلحنون في ذلك ويحسبونه معنى قول القائل:
وإن أمير المؤمنين وفعله ... لكالدهر لا عار بما فعل الدهر
ولو عنى ذلك لسكت على قوله: لا أرها حمدا ولا ذما. ولو قال: أسمعها لكان أولى. والوزن ألجأه إلى لفظه أورى. ولو تأتي له لقال: ألا لا