للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

للزومهم البادية في صميم الحر، ولا ظلال لهم غيرها. وقد جرت عادة أبي عبد الله بن مقله - رحمه الله - والمتشبهين به في الخط من أهل بغداد بإظهار الألف الموصولة من خلف استواء السطر من غير تعقيب حتى تحسبها شرطة شرطت، فلعلها اتصلت بالواو فحسبها أبو الفتح يتقيلون. وهذا مما يسيء الظن بروايته - غفر الله له -. وما سمعنا أحداً روى هذا البيت يتفيئون بهمزة غير الشيخ أبي الفتح. ولتكن الرواية ما حكى فكيف يكون الأب السيد الكريم آجلا للظليم، ورقة للسرحان. أتراه يصفه بشدة العدو، ولا كبير فخر في ذلك. أم

يجعل الفرس أباه، أم يجعله متقيلا للفرس في العدو. وأي الثلاثة التأويلات تتناول هذا البيت مع روايته. أم يجعل المطهم كرة رجلا وكرة فرساً فيكون البيت نصفين متنافيين. وسيقول المتعصب له: لا ضير في ذلك فإنه من باب التوسع هو أحرج الحرج. وقد خصم نفسه وتنبه بعض التنبه فقال: ولفظ الظلال استعارة، لان ظل كل شيء موازنه، وعلى سمعته. كأنه استحيا من قائل يقول له: فما تضع بالظل وهو يريد أن يتقبل أباه فاعتذر له لا عذر الحسن الذي قد سمعته. فهلا يقول لنفسه فأولى من الظلال بالخلال. فلو قال: يتقيلون خلال كل مطهم لأدى ما يروم. ثم الثالثة قضت عليه بالحق فاستدرك المعنى. ونسي موضع التصحيف فقال يجوز أن يكون معناه أنهم يستظلون بأفياء خيولهم

<<  <   >  >>