للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من شدة الحر. وقد علم إنه لا يجوز غيره غفر الله له ذنوبه.

وقوله:

وعلى الدروب وفي الرجوع غضاضة ... والسير ممتنع من الإمكان

قال الشيخ أبو الفتح: سألته عن هذا فقال: معناه وكل هذا الذي ذكرته على الدروب أيضا، إذ في الرجوع غضاضة على الراجع، وإذ السير ممتنع عن الإمكان. وما أحراه أن يكون سمع بعض ذلك ولكنه لم يعه عنه والغرض غير ما ذكر إذ قد تقدم هذا البيت:

خضعت لِمنُصُلِكَ المناصِلُ عنوة ... وأذل دينك سائر الأديان

أفتراه يقول: خضعت على الدروب، وأذل على الدروب أيضا. وقد قال سائر الأديان بتخصيصه بعد العموم في معنى واحد من أمحل المحال. وأظنه قال في الجواب، وكان هذا الذي أذكره فيما بعد فظن إنه يقول ذكرته فيما خلا، وإنما يعني على الدروب غضاضه كما تقول على يدي، وفي كمي مال. تريد على يدي مال، وفي كمي مال. وإنما يريد في مقامنا على الدروب غضاضه، وفي رجوعنا

غضاضة. والخطاب يدن السامع على إنه يريد في مقامنا على الدروب. وهذا كما

<<  <   >  >>