للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقريب منه قوله:

سهرت بعد رحيلي وحشة لكم ... ثم استمر مريري وارعوى الوسن

وقول البحتري:

لعمرك ما المكروه إلا ارتقابه ... وأبرح مما حل ما يتوقع

وقوله:

كأنَّ رقاب الناسِ قالت لسيفه ... عدوّك قيسي وأنت يماني

هذا من أفراد أبيات أبي الطيب المتنبي بل من أجود جيده. وذاك أن شبيبا هذا

الخارجي عربي من بعض بطون قيس عيلان. وبينهما وبين اليمن عداوة ما قد شهر. وقد جرت العادة بنسبة السيوف إلى اليمن. ثم أن شبيباً قتل. فيريد إنه قتل بسيف نفسه، ولم يقتله كافور. فيريد كأن الرقاب لما حل بها من عظيم ضربه لها أرادت التغريب بينه وبين سيفه فقالت لسيفه: أنت يمني ورفيقك من قيس عيلان فهلا قتله. فسمع منها ما قالت فقتلته طالباً ترة نفسه، وترة اليمن في قيس عيلان. فانظر ما أحسن ما عبَّر عن قتله على يد كافور وهذه القصيدة من أولها إلى آخرها هجو (لكافور) ومدح لشبيب ومعرضها مدح كافور، وذم شبيب. فتأمل، فالصنعة فيها عجيبة جداً.

<<  <   >  >>